Sunday, July 12, 2015

الطريق نحو لغة جديدة...فانت سيد عالمك!

اتدري؟!؟!؟
اتدري انه يوجد في العالم ما يزيد عن 6500 لغة مستخدمة!! يمكنك ان تجادل في اذا كان عشرة افراد يتحدثون نفس المفردات فهذا يعني انها لغة حية! ولكن يوجد نحو 2000 لغة من هؤلاء ال6500 يتحدثهم اقل من 1000 فرد! ولكن هل تعلم انه في الهند وحدها يوجد حوالي 780 لغة مختلفة فقط 22 منها تعتبر رسميا لغة!!

بعض اللغات متشابهة لانها تأتي من نفس العائلة او حتي من نفس الفرع مثل الايطالية و الفرنسية او مثل الصربية و الكرواتية او الكوردية و الفارسية او اليابنية و الصينية . يوجد العديد من المقالات التي توضح النسب بين لغات . المهم هنا انك اذا اتقنت لغة فانك تستطيع ان تتقن قريباتها بسهولة.

 علي اي حال هذا المقال ليس عن قدرتي علي معرفة اصول اللغة او مدي معرفتي بها. الا اذا كان هذا سؤال المليون!!
في هذا المقال ساحاول ان اجيب عن بعض الاسألة و هي:
  • ما اهمية تعلم لغة جديدة علي الصعيد العقلي و العصبي و النفسي و الاجتماعي؟
  • ما هي العقبات التي تعيق الكثير منا عند تعلم اي لغة؟ و ما هي الطرق المقترحة للتغلب علي بعض تلك العقبات؟
 و الان سؤال المليون 
كيف اتقن لغة جديدة و ما المدة المتوقعة؟
 و في النهاية ساشرح ما ساقوم بفعله او علي الاقل تجربته و تحديد مواقيت القياس حتي تتسني الفرصة لتعديل المسار.



لنبدأ بالسؤال الاول و هو اهمية تعلم لغة و اتقانها. فعلي كل الاصعدة، انها محسن بديع. 
فعلي الصعيد العقلي: تعلم لغة جديدة يوسع من مدارك الشخص. بالنسبة الي استصيغ التعبير بان كل لغة جديدة تتعلمها هي نسخة منك تولد اي انك تصبح سخصين او ثلاث اذا اتقنت لغتين او ثلاث. ان اللغة هي نافذة الحضارة و افردها يرسمون تلك الحضارة بكلماتهم. تلك اللغة الجديدة عليك ما ان تتقنها حتي تصبح فرد من تلك الحضارة، لديك القدره علي سبر اغوارها و التعرف علي خباياها، ماضيها و حاضرها. اللغة هي الثقافة التي تضيف اليك بعدا جديدا. تلك المميزات يفرد لها كتب لجمعها... علي كل حال: لغة جديدة تعني نسخة جديدة منك مختلفة، تعي ثقافة و حضارة لم تذقها قبلا.

علي الصعيد العصبي: هنا يحدث كل السحر.فالغة هي صوت و شكل لمعني و فكر. دعنا نبدأ بلمحة مختصرة عن المخ و كيف يعمل. المخ هو عبارة عن مجموعة من الخلايا تعرف بالنيرون، في المتوسط 100 مليار خلية ا في الفرد البالغ، و كل نيرون يخزن معلومة عن شيء. مثلا نيرون يخزن شكل العصفور و اخر يخزن صوته و ثالث لتخزين اسمه و رابع لتخزين صوت ذلك الاسم وهكذا. ويربط كل منها ما يعرف باللوصلة العصبية حيث ينقل الاشارات العصبية بينها. و كلما زاد عدد الخيط المنبسقة من نيرون, كلما زاد ذكاء الفرد. نعود لمثالنا، في اللغة الام يرتبط 4 نيرونات معا من اجل العصفور  اي شبكة من اربعة نيرونات و و ما لا يقل عن 6 وصلات. ومع تعلم اللغة الجديدة يضاف نيرون جديد من اجل صوت تلك الكلمة و اخر من اجل شكلها و يصبح لدينا شبكة من 6 نيرونات و ما لايقل عن 15 وصلة عصبية.  و بالتالي تحسن كبير في اداء المخ. ناهيك عو ربط تلك النيرونات باسماء اللوان و توزيعها و ايضا بمكان تواجد ذلك العصفور . علي كل حال مجرد معرفة لغة جديدة فانت علي اسوء تقدير تضاعف من حجم تلك الشبكات.

بالنسبة اليّ، ذكاء الفرد يتحدد علي اساس حجم تلك الشبكات التي يكونها في عقله. اكبر دليل علي ذلك هو ان الطفل اذا لازم بيئة اّمنة من وجهة رأي الوالدين حيث لا يوجد احتكاك مع متغيرات و عوارض كثيرة, يتولد لدي الطفل مشاكل كثيرة من اشهرها تأخر المشي و ايضا تأخر النطق. في حين ان الاطفال سعيدي الحظ بالتواجد في بيئة متغيرة و التي تسمح له بالتعامل مع اكثر من ما تعامل معه بالامس، يتطور ادراكهم و منهم من يتفوق علي سنه بان يتحرك او  ينطق في سن ابكر من المعتاد. 
يوجد العديد من الاوراق البحثية في هذا المجال و ايضا يوجد علوم مبنية علي امثلة مثل السابق ذكرها. يمكنك البحث في مجالات: تربية الاولاد معالجة مشاكل التأخر وايضا في مجال الذكاء الصناعي و علم الشبكات العصبية. ولا يجب ان نغفل عن مجال تدريب الحيوانات.
 
علي الصعيد النفسي: ان سبر اغوار لغة جديدة يعتبر تحدي و الفوز به يعزز ثقة الفرد في نفسه.. هل يجب ان اضيف المزيد؟

علي الصعيد الاجتماعي: توفر الغة الجديدة فرص لتقابل اناس اخرين، علي الاكثر 1000 شخص في حوالي 2000 لغة، و لكن في حالة تعلم الصينية لديك الفرصة لتقابل افراد من اكثر من 1.3 مليار فرد! غير ذلك ان القدرة علي التحدث باكثر من لغة تجعلك جذاب(ة) اجتماعيا.

لتلخيص ذلك فان اللغة الجديدة:
  •  تحسن من اداء عقلك.
  • تقوي ذاكرتك.
  • المزيد من الابحاث تدعم انها تعالج امراض عقلية مثل الزهيمر.
  • تحسن من فهمك للغتك الام.
  • توسع من افقك الاجتماعي.
  • توفر لك الفرصة لمزيد من الثقافة.
  • ترفع من ثقتك بنفسك.
  • تزيد من ايمانك بذاتك.
  • تزيد من مهاراتك العقلية و السمعية و البصرية.
  • تحسن من قدرتك علي التعبير عن نفسك.
القائمة طويلة جدا!! ولكن ساكتفي بهؤلاء.


بيت القصيد لماذا لا يتعلم الناس لغة جديدة؟ و لماذا لا يستمر اغلة من يحاول؟ و هل يجب توافر حاجة ملحة للتعلم كالسفر او حتي الأسر؟؟؟
اكثر العقبات التي تواجل من يحاول ان يتعلم لغة او اي مهارة جديدة هي عقبات نفسية و عقلية. كافراد نحب ان تكون في موضع راحتنا اّلا اذا لم يوجد طريق اخر. من هذه العقبات:
  • انا كبير علي التعلم! بعض اشهر الناس في التاريخ البشري بدؤوا مشوارهم في سن متأخر. "لكم في رسول الله أسوة حسنة" بعث الروسول في سن الاربعين! ولكن هذا الرسول -صلي الله عليه و سلم-. طيب في التاريخ الحديث: مثل مؤسس سلسة دجاج كنتاكي الذي بدأ العمل عليها في سن 65. و مؤسسة الصليب الاحمر في سن 60! والدي الذي بدأ بحفظ القران في سن الخمسين و بفضل الله أتمه!!
  •  الحاجز النفسي: الكثيرون منّا بسبب المجتمع و مصاعب الحياة اليومية يعاني من الانهزام و القلق و الضعف العزيمة. و هذا يسبب الاحباط و ايضا الاكتأب. يفضل المنهزم ان يجد اعذار. و مع الوقت، حتي اذا بدأت في غمر الحماس, يقتل الاحباط و الانهزام الرغبه في التعلم مع اول ظهور للمصاعب.
  • من اشهر المعوقات او ما يفرض اصحابها انها معوق: هي عدم توافر وقت كافي!! ولكن تراه يضيع الكثير من الوقت في مشاهدة المباريات او في النوم اكثر من اللازم او علي مواقع التواصل!!. مع التقدم التكنولوجي ووصول الانترنت الي تقريبا كل بيت يمكنك التعلم في اي وقت و في اي مكان و حتي في منزلك.
  • ما يصعب الامور كثيرا هو التصور الخاطئ عن قدرات الفرد و بالتالي فرض امور غير وارده الحدوث مثل اتقان لغة في 10 ايام!! و ما ان يبدأ يجد الامر اصعب مما تصور و بالتالي يحبط و يتركه كالكلية!
  • و من الاعذار : لا استطيع تذكر ما تعلمته، او اتذكر ولكن لا يتوفر لدي محصلة من الكلمات كافية، او حتي اخشي الحديث بتلك اللغة. و ايضا اود ان اتحدث ولكن عندما اتقنها كأهلها....و تظل تلك الاعذار حتي تنسي الفرد كل ما تعلمه!!

اود ان اقول لكل منا و انا اولكم: ان تعلم لغة سهل و ممتع و لكن اولا عليك ان تواجه شياطينك و ترودهم و تتغلب علي مشاعر الخوف من حكم الاخرين عليك، و ان تتخلص من شعورك بالانهزام. فانت سيد عالمك! فانت سيد عالمك.

و انهي هذه المقالة بخطة عمل للمائة يوم القادمة. حيث قررت ان اتقن اللغة الايطالية. تشمل الخطة التالي:
  1. المواد الدراسية وانواعها.
  2. المدة المقترحة لكل نوع.
  3. مواقيت الاختبار و كيفية تصحيح المسار.


الواد التعليمية:
يوجد العديد من الخيارات المتاحة لتعمل لغة جديدة مثلا:
  1. المعاهد الخاصة بتعليم اللغات منها معاهد انشأتها الدول بالخارج لنشر ثقافتها مثل المركز الثقافي الفرنسي او المعهد الالماني جوته. او المعاهد الخاصة التي انشأها افراد.
  2. الكتب الدراسية المُدرسه في المدارس او الجامعات و في الغالب تكون انجليزية و فرنسية والمانية و ايطالية مما يجعلها مصادر محدُدة لما يمكنك ان تتعلمه.
  3. السفر الي تلك الدولة و التعرف علي اللغة و الثقافة علي الطبيعة، يعتبر اغلي طريقة و اكثرها متعة.
  4. الواد المتاحة علي شبكة الانترنت من كتب سمعية او مكتوبة.
  5. يوجد الكثير من المواقع التي تدور فكرتها علي تعليم اللغة سواء بمدرسين او تبادل منفعة بين المتعلمين و المقال علي الرابط التالي يشرح بعض منها.
 
 ما سأفعله هو البدأ باحد المواد المتاحة علي الانترنت و هي سلسة ميشال تومس لتعليم الايطالية و تلك ستستغرق مني حوالي 20 يوم بمعدل ساعة يوميا.
وبعدها لمدة 20 يوم اخري، الاستماع و قراءة الكتب المتوافره علي الشبكة. مثل تلك التي تتوافر علي هذا الموقع.
ايضا مشاهدة الافلام باللغة الايطالية سيسهل كثيرا. ليس فقط في تعلم اللغة و انما في التعرف علي الثقافة هناك.
و لمدة المائة يوم، ساتعلم كل يوم 5 كلمات كتابة. ذلك يقود الي حصيلة من 500 كلمة. نعم ليست بالشيء الكثير و لكن استخدامها هو ما يحكم.

هذا كله يعادل اقل من 50 يوما. و الخمسون يوم الباقية ستكون لممارست اللغة.

و بالنسبة لمواقيت الاختبار، كل 5 ايام ساقوم باختبار بسيط لمعرفة مدي تقدمي و هو عباره عن المده الزمنية التي استطيع فيها التحدث مع شخص يتقن الايطالية. و المتوقع انها ستزيد بنسبة تقارب ال50% من ثاني محادثة.

اتمني ان تشجع تلك المقالة علي الاقل فرد واحد بتعلم لغة جديدة.

دمتم في رعاية الله.









No comments:

Post a Comment